فارس الإنسانية والصوت الشجاع: وداعًا للإعلامي سائد رضوان، رفيق المحرومين في غزة
بكل الحزن والأسى، نودّع اليوم صديقًا وأخًا ورمزًا من رموز الإنسانية في غزة، الإعلامي سائد رضوان، أبو السعيد. لم يكن سائد مجرد إعلامي عابر؛ بل كان رجلًا يحمل في قلبه شجاعة بلا حدود، وعطاءً لم ينضب أبدًا، خاصة في أصعب الظروف.
عرفته في شمال غزة، حيث كان لوجوده وقعٌ عظيم في حياة من حوله. لقد كان يتمتع بقدرة فريدة على إيصال صوت المستضعفين للعالم، حتى في أحلك اللحظات. كان يسير دومًا في الصفوف الأمامية أثناء فترات النزوح، يسقي العطشى، ويحمل المسنين على كتفيه بكل حب وتفانٍ، ساعيًا إلى بث الأمل في قلوب الجميع.
وأتذكر جيدًا موقفه معي شخصيًا عندما تعرضتُ للاعتقال والتنكيل. بعد الإفراج عني، كان سائد أول من هرع إليّ، حيث نقلني إلى المستشفى ولم يتركني حتى تأكد من سلامتي. كان اهتمامه يمتد إلى عائلتي أيضًا، إذ تكفل بتأمين الطعام والمأوى لهم كأنهم عائلته الخاصة، مما زاد من تقديري له ومن إخلاصي لصداقته.
ما أكتبه الآن ليس مجرد كلمات، بل شهادة أؤكدها لتبقى في ذاكرة الجميع عن “سائد رضوان”، أبو السعيد، الرجل الذي لا تفيه الكلمات حقه. فرحيله هو ألم كبير، ولكنه يبقى حيًا في قلوبنا بما زرع من حب وعطاء.