لحظات خالدة: حكاية روح وذاكرة في قاعة ثورة تيدكس
في الأجواء المليئة بالغموض داخل قاعة “ثورة تيدكس”، وقفت بجوار آمنة، ووجهها يشع بابتسامة دافئة تتدفق من قلبها. كنتُ، سائد، بقربها، مشحونًا بالفخر والإحساس العميق بالتضحية. لم تكن لحظة لقاء عادية؛ بل كانت لحظة استثنائية، تعبيرًا حيًا عن ترابطنا وتلاحم أرواحنا.
أمام صورة الشيخ الشهيد خضر عدنان، تأججت ذكرياتنا، واشتعلت فينا أحاديث عن ذلك العزيز الذي رحل ولكنه لم ولن يغيب عن قلوبنا. لم تكن الفعالية مجرد حدث؛ بل كانت نبضة حياة تلامس وجداننا وتعيد إلينا دفء الماضي، وتذكيرًا لنا بمستقبلنا المشترك.
وعلى مقربةٍ منّا، وقف مجسم لرجل يصنع خبزًا بمهارة وعزم، رمزًا لعراقتنا وعمق مجتمعنا، تذكيرًا بأن التراث هو القوة التي تحملنا، وهو الهوية التي توحدنا.
كانت آمنة دومًا ذلك النور في طريقي، تُلهمني وتعيدني إلى مكامن قوتي في لحظات الضعف. بجانبها، وجدت نفسي قادرًا على استحضار كلمات الأغاني الفلسطينية القديمة، وأسطورة الصمود في وجداننا المتأصل.
في تلك اللحظة، تلاشى كل شيء من حولنا، كأنّ العالم توقف، وكأنّ الفعالية أصبحت محور الوجود بأسره، حياةٌ تختزل المقاومة والأمل، وتجسّد أملًا يستحق أن يُحتضن ويمتد.