أخلاقيات الذكاء الاصطناعيتقارير صحفية

استخدام الاحتلال للذكاء الاصطناعي في الحرب على غزة: تأثيراته ومخاطره

تم إعداد هذه المادة من قبل سائد حسونة، مختص في الإعلام الاجتماعي والتقنية، لتكون مرجعًا ثريًا ومفيدًا للباحثين والصحفيين المهتمين بتقنيات الذكاء الاصطناعي ودورها المتزايد في الحروب، مع التركيز على سياق الحرب على غزة.

تتناول المادة كيفية استغلال الاحتلال الإسرائيلي لهذه التقنيات في عدوانه على غزة، حيث تسلط الضوء على تأثيراتها المباشرة على المدنيين، وتحلل دلالاتها المستقبلية على طبيعة الحروب والمعايير الأخلاقية المرتبطة بها.

وتهدف هذه المادة إلى تقديم فهم أعمق للتحديات والفرص التي تطرحها التكنولوجيا في النزاعات، من خلال تقديم رؤية تحليلية تدعم العمل الصحفي والبحث الأكاديمي في هذا المجال الحيوي، وتسهم في رفع الوعي حول خطورة هذه التقنيات عندما تُوظف لأغراض عدوانية.

السؤال الأول: ماذا يعني استخدام الاحتلال للذكاء الاصطناعي بالحرب على غزة؟

يعني توظيف الاحتلال للذكاء الاصطناعي دمج تقنيات متطورة لتحليل كميات هائلة من البيانات بسرعة فائقة بهدف تحديد الأهداف العسكرية والمدنية. من خلال استخدام خوارزميات متقدمة، يُمكن تحليل صور الأقمار الصناعية، مراقبة الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي، وحتى تتبع الأفراد. بينما يدّعي الاحتلال أن هذا يعزز دقة قراراته العسكرية، إلا أن الواقع يظهر العكس؛ حيث يؤدي هذا الاستخدام إلى مضاعفة الأخطاء البشرية وتحويل المدنيين إلى أهداف غير مشروعة، مما يعكس خطورة هذه التقنية عندما تُستخدم كأداة للقمع والقتل.

السؤال الثاني: هل تحتاج الأهداف الإسرائيلية في غزة لهذه التقنيات؟

الاحتلال الإسرائيلي لطالما سعى لتدمير البنية التحتية الفلسطينية وقمع الروح المعنوية للشعب، وهو يعرف طبيعة الأهداف في غزة بوضوح. استخدام الذكاء الاصطناعي لا يمثل حاجة عسكرية فعلية، بل هو أداة لتقديم صورة مزعومة بالتفوق التقني وللتهرب من الانتقادات الدولية بشأن استهداف المدنيين. يدّعي الاحتلال أن تقنياته الذكية تُقلل الأخطاء، لكنه في الواقع يستخدمها لتبرير الهجمات العشوائية على المناطق السكنية تحت غطاء “الدقة”.

السؤال الثالث: ما تأثير استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب على المستقبل؟

إدخال الذكاء الاصطناعي في الحروب يمهد لسباق تسلح تقني خطير. هذه التقنيات تُقلل الدور البشري وتزيد من الأتمتة، مما يجعل القرارات العسكرية أسرع ولكن أكثر برودة وعدوانية. المستقبل قد يشهد أنظمة قتالية مستقلة تتخذ قرارات بإطلاق النار أو تحديد الأهداف دون تدخل بشري، مما يهدد الأمن الإنساني ويُفقد الحروب أي بعد أخلاقي أو إنساني.

السؤال الرابع: هل سيلغي الذكاء الاصطناعي الدور البشري في الحروب؟

رغم أن الذكاء الاصطناعي يُغير طبيعة الحروب، فإنه لا يُلغي الدور البشري بالكامل. سيبقى البشر في موقع اتخاذ القرارات الاستراتيجية، لكن الاعتماد المفرط على الخوارزميات قد يؤدي إلى أخطاء كارثية بسبب تجاهلها لتعقيدات الواقع الإنساني. المخاوف الأكبر تتعلق بإمكانية استغلال هذه التقنيات لتقليل التكاليف البشرية من طرف المعتدي، بينما تترك آثارًا مدمرة على المدنيين.

خاتمة

يعد استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب خطوة محفوفة بالمخاطر، خصوصًا عندما يُوظف من قبل الاحتلال الإسرائيلي كوسيلة لتعزيز هيمنته العسكرية على الشعب الفلسطيني. هذه التقنيات التي يدّعي الاحتلال أنها “ذكية” ليست سوى أدوات لقمع المزيد من الأبرياء وإخفاء جرائمه تحت غطاء التكنولوجيا. في ظل هذه التطورات، يصبح من الضروري تعزيز الجهود العالمية لفرض قيود صارمة على استخدام الذكاء الاصطناعي في النزاعات العسكرية لضمان حماية المدنيين من مثل هذه الانتهاكات.

سائد حسونة
مختص في الإعلام الاجتماعي والتقنية

زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content