تقارير صحفية

سابقة خطيرة تحدث لأول مرة خلال العدوان على غزة: صور الأطفال ستُقيد حسابك!

في كل عدوان يشنه الاحتلال “الإسرائيلي” على قطاع غزة، يستخدم فيها كل وسائله لقتل الفلسطينيين، ويُغيروا على البشر والحجر والشجر، يحاربهم في كل مكان، فوق الأرض وتحتها، ومؤخراً بات يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي والمحتوى الفلسطيني، في معركته ضد الفلسطينيين.

فعلى مدار السنوات الماضية، كانت “إسرائيل” تحارب المحتوى الفلسطيني، فتغلق صفحات ومواقع إخبارية، وحسابات شخصية، لكن في العدوان الأخير على قطاع غزة الذي استمر ثلاثة أيام شددت فيها “إسرائيل” محاربتها للمحتوى الفلسطيني، ووصلت حتى حذف صور الأطفال والجرحى الشهداء.

فقد تحوّلت صور الأطفال الشهداء إلى “أيقونات فخر” وشاهداً على العدوان الصهيوني، بعد أن تطالهم نيران آلة القتل “الإسرائيلية”، حيث أن تاريخ “إسرائيل” حافل بقتل الأطفال.

وقد فوجئ الصحفيون خلال العدوان الأخير عند نشر لصور الأطفال والشهداء والجرحى إلى تعطيل حساباتهم الشخصية وإغلاق صفحاتهم الشخصية، وعمل على حظر وتقييد كل ما يتعلق في الصور الإنسانية من قتل الأطفال وقصف منازل المواطنين.

سائد حسونة مختص إعلام اجتماعي، أوضح أنه في سابقة خطيرة هي الأولى ضد المحتوى الفلسطيني، حيث أن الإعلام الجديد تواطئ مع الاحتلال الصهيوني خلال أيام التصعيد الأخير على قطاع غزة (5 أغسطس 2022)، وعمل على حظر وتقييد كل ما يتعلق في الصور الإنسانية من قتل الأطفال وقصف منازل المواطنين.   الإعلام الأجنبي

وبين في حديث لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية“، أن الأمر جاء بالتنسيق مع منظومة الإعلام الأجنبي في قطاع غزة الذي لم ينقل الأحداث على حقيقتها لدرجة أنه زوّر الوقائع ولم ينقل أي صور لأشلاء الأطفال والنساء والبيوت المهدمة، مع أنه في المقابل صَوَر إطلاق صواريخ المقاومة تجاه المدن المحتلة في أمر يؤشر بلا أدنى شك إلى خلل في التعامل الإعلامي المهني.

واعتبر حسونة، أن الحجب جاء في إطار التواطؤ مع الاحتلال، حيث يحاول أن يحيد الراوية الفلسطيني في نقل مجازر الاحتلال من قتل الأطفال والنساء والمواطنين الآمنين في بيوتهم من غير سابق إنذار.

تقييد حسابات شخصية

ورأى أن الحجب يأتي في إطار إظهار أن الشعب الفلسطيني شعب يمارس العنف من خلال إبراز صور إطلاق صواريخ المقاومة اتجاه المدن المحتلة، مع أنه في مراحل سابقة كان يحجب هذا النوع من المحتوى الذي يحمل محتوى عسكري ويتضمن صور وأسماء للشهداء، في هذا التصعيد لاحظنا أن لم يتم إلا عدد قليل جدا من هذا المحتوى.

وأشار حسونة إلى تقييد حساب المصور أشرف أبو عمرة والمعروف عنه أن ينقل الصور الميدانية للضحايا والبيوت المهدمة، وذلك بدون توضيح الأسباب أو المبررات.

نصائح مهمة

وأوصى حسونة النشطاء الفاعلين في السوسيال ميديا خلال أيام العدوان أن يستمروا في نشر وتوثيق جرائم الاحتلال على حساباتهم الشخصية لأنها تعتبر فرصتهم لتصدير الرواية الفلسطينية دون التردد خوفاً من أن يتم حظر الحسابات أو تقييدها مع النشر بكثافة على أساس ان النشر المتتابع والكثيف يقلل من نسبة المنشورات المتوقع حظرها أو تقييدها، وأيضا النشر على جميع الحسابات بشكل متوازٍ الأمر الذي يجل أكبر عدد من المتابعين ويحقق أعلى نسبة وصول.

كما دعاهم، أن يتبنى كل شخص تعرض لعملية حظر او تقييد من منصة فيسبوك بأن يتواصل مع مجلس الإشراف والرقابة مع تفصيل القضية، فنحن نسعى إلى تقديم أكبر عدد من القضايا التي تخص انتهاك المحتوى الفلسطيني واستمرار تقييده.

وحسب بيانات رسمية فلسطينية، فإن حصيلة الشهداء من الأطفال منذ استشهاد الطفل الدرة مطلع انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية) عام 2000، بلغت 2230 شهيدا، جُلهم استشهدوا في الحروب الأربع السابقة على غزة.

ازدواجية معايير مفضوحة

من ناحيته، ندد منتدى الإعلاميين، بازدواجية المعايير المفضوحة التي تلاحق المحتوى الفلسطيني وتدعم رواية الاحتلال، وسياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها إدارة مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما الفيسبوك والانستجرام والإعلام الغربي عموماً تجاه المحتوى الفلسطيني الذي يتم محاربته بأشكال وصور متعددة مقابل دعم وإسناد رواية الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي يتناقض بالكلية مع شعارات حرية الرأي والتعبير والشرعة الدولية لحقوق الإنسان، ويشكل دعماً واضحاً لجرائم الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه السافر على الشعب الفلسطيني المناضل من أجل نيل حريته وتقرير مصيره أسوة بشعوب العالم الحر.

وأشار المنتدى إلى أن وتيرة محاربة المحتوى الفلسطيني تزايدت خلال الأيام الأخيرة بشكل ملحوظ، وطال ذلك حذف صور الشهداء ومقاطع فيديو ونصوص تتناول جرائم الاحتلال خلال عدوانه الأخير على قطاع غزة ومدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، وتم تقييد العشرات من حسابات النشطاء والصحفيين، فضلاً عن وحذف حسابات بعضهم، وحسب مركز صدى سوشال فقد تم رصد أكثر من 30 انتهاكًا بحق المحتوى الفلسطيني.

ودان منتدى الإعلاميين الفلسطينيين سياسة محاربة المحتوى الفلسطيني بأشد العبارات، ليدعو منصات التواصل الاجتماعي إلى العدول عن ذلك، وترجمة شعاراتها حول إتاحة حرية الرأي والتعبير على أرض الواقع، والتخلي عن ازدواجية المعايير التي بزرت بشكل مفضوح وسافر خلال الحرب الروسية الأوكرانية.

دعم مباشر للقتل

وأكد المنتدى، أن التمادي في محاربة المحتوى الفلسطيني يشكل دعماً مباشراً لقتل الأطفال والمدنيين الأبرياء والصحفيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ورأى منتدى الإعلاميين، أن حجب وتقييد وحذف المحتوى الفلسطيني يأتي استكمالاً لنهج الاحتلال الإسرائيلي بقمع وقتل الصحفيين الفلسطينيين، وكان آخرهم الزميلة شيرين أبو عاقلة والزميلة غفران وراسنة، فضلاً عن سجله الحافل بالانتهاكات والجرائم بحق الإعلام الفلسطيني ومكوناته.

وأكد، أن التماهي مع الاحتلال الإسرائيلي في حربه على الإعلام الفلسطيني ينسف قيم العدالة والحرية وحقوق الإنسان التي نصت عليها القوانين والمواثيق الدولية.

ودعا منتدى الإعلاميين، الاتحاد الدولي للصحفيين والمنظمات الحقوقية بضرورة التصدي لنهج قمع حرية الرأي والتعبير من قبل مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما في ظل انحيازها السافر ودعمها المفضوح لرواية الاحتلال الإسرائيلي الطافحة بالعنصرية والإرهاب الفكري والمعنوي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل إلا من إرادته وإيمانه العميق بحقه بأرضه ومقدساته، كما يطالب السلطة الفلسطينية بضرورة تفعيل أدواتها الدبلوماسية والقانونية لوقف التغول على الرواية الفلسطينية.

تفاصيل أوفى في اللقاء التلفزيوني التالي:

Back to top button