تقارير صحفية

“الذئب الأزرق”.. تكنولوجيا “إسرائيلية” متطورة لملاحقة الفلسطينيين والمقاومة

تتعاظم القدرات التقنية الإلكترونية في وقتنا الحالي بشكل مخيف، لا سيما بعد ظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تسببت في نقلة نوعية في عالم الأمن والمعلومات لتصل إلى مرحلة “الحرب الإلكترونية”، وسط تحذيرات من قبل المختصين في استغلال هذه التقنية في التجسس والتعدي على خصوصية الأخرين.

ومنذ سنوات يحاول الاحتلال “الإسرائيلي” جاهدًا في الحصول على معلومات في ظل المعركة الشرسة التي يشنها تجاه المقاومة الفلسطينية، أملًا إخضاعها والسيطرة عليها، ليأتي دور الأخيرة لتحديد نقاط الضعف والتصدي لهذه التكنولوجيا الخطيرة وإفشالها.

الحرب الإلكترونية

وعلاوة على انتهاكات “إسرائيل” بحق الفلسطينيين، ابتكر الاحتلال مؤخرا تطبيق أطلق عليه “الذئب الأزرق” الذي يمكنه رصد وتعقب وتوثيق تحركات الفلسطينيين طوال الوقت، ناهيك قدرته على المراقبة حتى داخل البيوت، وجمع معلومات من خلال كاميرات المراقبة المخصصة لهذه التقنية.

يقول المختص في الاعلام الأمني، سائد حسونة، إن هذه “الحرب الإلكترونية” تسمى بالذراع الرابعة، مشيرًا إلى أننا في مضمار مواجهة هذه الحرب لا نحتاج إلى وسائل قتالية فقط، بل كل ما نحتاجه وعي أمني وإدراك عقلي.

ويضيف حسونة لـ “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن الاحتلال متقدم في تطوير الأنظمة التكنولوجية، بيدّ أنه لا يزال يفتقد لعمليات التدريب والاستيعاب المنتظمة للمعلومات، مبينًا أنه يلجأ لإنشاء الإدارة التنفيذية للقيادة الرقمية لتكنولوجيا المعلومات.

الذئب الأزرق

ووفق المختص الأمني، فإن “الذئب الأزرق” يعد تكنولوجيا متقدمة تعتمد على كاميرات ذكية ذات تحليلات متطورة، وأجهزة استشعار يمكنها في الوقت الفعلي تحليل الانفعالات.

ويبيّن أن تقنية “الذئب الأزرق”، تلتقط صور وجوه الفلسطينيين وتطابقها مع قاعدة بيانات واسعة للصور على مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفًا انها تعمل على الهواتف النقالة التي تومض بألوان متعددة، وهي الأخضر والأصفر والأحمر، من أجل “تنبيه جنود العدو إذا كان يجب اعتقال الشخص الذي تم التعرّف إليه، أم لا”.

وتعتمد تقنية “الذئب الأزرق” في جمع البيانات على شبكة أوسع من كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة، المعروفة باسم “مدينة الخليل الذكية”، التي تقوم بالمراقبة الدائمة، وتمكنها ببعض الأحيان من رؤيتهم في منازلهم الخاصة في بث حي. وفق حسونة.

تحذير أمني

ويحذر المختص الأمني، أن التقنية “الإسرائيلية” بإمكانها التقاط صور الفلسطينيين دون أي مبرر أو أي سبب، حيث يتم تقريب الهاتف من وجه الفلسطيني ويتم إجراء عملية مسح لوجهه، ومن ثم تصوير بطاقة الهوية الشخصية لتتوفر بالأرشيف الرقمي كافة المعلومات عنه.

ويعتبر حسونة أن “الذئب الأزرق” يعد انتهاكا صارخًا للخصوصية وحرية الأفراد وفق كافة المواثيق والأعراف الدولية، مطالبًا الجهات المختصة المحلية والدولية بمحاكمة الاحتلال والوقوف أمام انتهاكاته بحق الفلسطينيين.

فيسبوك أيضا

على الصعيد ذاته، يشير المختص الأمني، انه “يمكن ملاحظة الأمر في الواقع عندما تقوم برفع صورة تتضمن أشخاصاً إلى موقع Facebook مثلاً سيتعرف على أماكن الوجوه، ويقدم اقتراحات للأشخاص الذين هم أصحاب هذه الوجوه لوسمهم في الصورة، مبينًا أن اختيارات Facebook ليست صحيحة دائماً، لكنها دقيقة بشكل مفاجئ وأكبر من المتوقع، وفي معظم الحالات تنجح بربط وجه الشخص باسمه”.

ويتابع حسونة: ” فيس بوك يعتمد على عوامل أخرى مثل، من هم أصدقاؤك، ومن هم الأشخاص الذين توسمهم عادة في صورك، محذرًا أن قدرته على معرفة الوجوه تبقى مثيرة للإعجاب والقلق في آن واحد.

جمع المعلومات

في السياق، المختص الأمني أحمد تيم يقول، إن “الذئب الأزرق” تطبيق استخباري تمتلكه هواتف خاصة بجنود الاحتلال، يعمل على جمع المعلومات، من خلال المسح الضوئي لبصمة الوجه ويقوم بجمع وتحليل البيانات المخزنة لتحركات وتنقلات وصور خاصة ومحتوى، بناء على خوارزميات الذكاء العقلي المرتبطة ببصمة الوجه.

ويضيف تيم لـ “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن تقنية “الذئب الأزرق” تعتمد على خوارزميات الذكاء العقلي التي تتم من خلال تحليل لغة العيون والجسد.

ويوضح أن الفكرة بدأت بابتكار السوار الالكتروني الذي يحدد أماكن الأشخاص الذين يرتدونها، وتطورت إلى ان جاءت التطبيقات الذكية والحكومية لتعقب المواطنين، من خلال الكاميرات والصور الملتقطة وربطها بشكل تقني لتحديد خط سير ومكان وتواجد الشخص فقط بناء على بصمة الوجه.

استخدامات الذئب الأزرق

ويذكر تيم، أن الاستخدام الأشهر لتقنيات التعرف على الوجه اليوم هو في الكاميرات الأمنية في المطارات والأماكن العامة، مضيفًا أن الحكومات تستثمر أموال طائلة بهذه التقنية على أمل المساعدة في القبض على المجرمين لاحقاً.

ويشير إلى أن شركات الإنترنت الكبرى، إلى جانب Facebook وGoogle يستثمرون مليارات الدولارات لصنع خوارزميات جديدة للتعرف على بصمة الوجه والاستفادة منها في الأمن والمعلومات، ما يشكل خطرا على المستخدمين في حال اختراقها.

ويوضح المختص الأمني تيم، أن ما يقوم به الجنود عند توقيف المواطنين بتصويرهم عبر الجوالات التي يوجد عليها التطبيق تتم عملية الولوج لقاعدة بيانات الشخص من خلال بصمة الوجه مختصراً الوقت في التحري عن بطاقة الهوية أو رقم البطاقة أو السجل المدني والأمني للشخص.

تحذير للمقاومة

أما بالنسبة للمقاومين والمطلوبين فيؤكد تيم أنه يجب عليهم التعرف الجيد على المدينة وجغرافيا المنطقة والابتعاد عن الشوارع التي يوجد بها كاميرات ومحاولة التعمية والتخفي بسواتر طبيعية مثل (كمامات، نظارات، كاب، كوفية، …).

وينصح المختص الأمني بعدم التقاط صور أو تخزينها على وسائط متصلة بالإنترنت، لوجود جهود استخبارية تسعى لاختراق كاميرات الشوارع والحواسيب والهواتف المتصلة بالإنترنت، من أجل الاستفادة من هذا التطور في مجال جمع ومسح وتحليل الصورة من خلال بصمة الوجه.

وحذّر تيم من خطورة التقنيات التي يستخدمها الاحتلال، داعيا المقاومين والمواطنين الذين يتم توقيفهم على الحواجز للتعامل بشكل طبيعي دون زيادة في حركة لغة الجسد، كأنك أمام مرآة المنزل، مع السيطرة على النفس وضبط مشاعر الخوف الزائد والتوتر، للحد من النتائج التي قد يحصل عليها الاحتلال من خلال هذه التقنية.

  • المصدر: وكالة فلسطين اليوم الإخبارية
زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content