المنصات الإخبارية: الاحتراف والمهنية في ساحة “السوشيال ميديا”
مع ظهور الإنترنت وانتشار أجهزة الاتصال، ووجود السوشيال ميديا وانتشارها، ونمو الإعلام الرقمي، تطور العمل الصحفي وساعد في نشر الملايين من البيانات، وسهولة الحصول على المعلومات بشكل بسيط، حيث غير عملية إنتاج الصحف، وتحريرها التي كانت تعتمد في البداية على النشر البسيط والعمل اليومي، ليصل اليوم هذا العمل بالتطور الحاصل إلى أنظمة الكمبيوتر، والنشر المكتبي الالكتروني، وصولاً إلى ما يعرف بالمنصات الإخبارية الالكترونية.
وتسعى الكثير من المواقع الإخبارية للوصول إلى القمة عبر العديد من الوسائل المستخدمة، وأهمها إدارة المنصات باحترافية والتي ذاع صيتها مؤخراً تماشياً مع الحاجة للإعلام الجديد.
أهمية إدارة المنصات
سائد حسونة، المختص في الإعلام الرقمي ومدير الإعلام الجديد في “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أكد على أن، أهمية إدارة منصات السوشيال ميديا للمؤسسات الإعلامية، لا تقل عن المحتوى الاحترافي الذي يتم إنتاجه، والذي يعتبر الفيصل في تفوق وسيلة على أخرى مقارنة بالأقسام الأخرى، فهي تعتبر أحد أهم الأركان التي يُعتمد عليها في الصور الأولية والذهنية لدى المتابعين، ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي.”
ويشير حسونة إلى أن: “الأساسيات التي تعتمد عليها إدارة الحسابات على السوشيال ميديا، هي التزامنية في نشر الأخبار والمواد الإعلامية على جميع المنصات، بحيث يسهل على المتابعين الوصول السريع للمعلومة عبر كل المنافذ التي تفتحها لهم الوسيلة الإعلامية، وكذلك النشر حسب شروط وأساسيات كل منصة، حيث لكل منصة ميزة تجعلها تختلف فيها عن المنصة الأخرى من ناحية الهدف، و نوع المحتوى الذي يتم نشره عليها.”
واستدرك: “إن الاستراتيجية التي تتبعها الوسيلة الإعلامية، تعتبر من أهم عوامل النجاح التي تؤهلها للصدارة والتميز بين المنصات.”
اعتبارات مهمة
ونوّه إلى أنه: “يتم أخذ بعين الاعتبار أن الأخبار من مصادرها، وتتسم بالشفافية والمصداقية؛ لعدم الوقوع في فخ الأخبار المزيفة والشائعات، بالإضافة إلى كونها أخبار لا تدعو إلى العنف أو الكراهية أو الدعوة للعنصرية ونبذ الأقليات،
بالإضافة إلى إعادة تدويرها لما يناسب مواقع التواصل الاجتماعي من حيث المضمون وآلية العرض.”
ومن أبرز المهام اليومية -بحسب حسونة- التي تقوم بها إدارات المنصات الإخبارية: “مواكبة المستجدات، والتغطية المباشرة لكل الأحداث التي تمس الواقع وتؤثر في الجمهور، بالإضافة إلى عملية الإخراج والإنتاج للفيديوهات، ونشرها على المنصات بما يوائم كل منصة، وكذلك تغذية جميع المنصات بالتوازي؛ ليكون المتابع على إطلاع دائم على كل الأخبار.”
إن مواكبة المنصات الإخبارية لأحداث كورونا لم تكن وليدة الصدفة في عصر الإنفجارات التقنية، إذ أصبحت هذه المنصات متاحة للجميع، ووسيلة فاعلة قادرة على كسر جدار الصمت، والتأثير في الرأي العام، وتوجيه الأحداث بشكل جذري.
المنصات الإخبارية في عصر كورونا
وأوضح حسونة: “أن جائحة كورونا فرضت واقع جديد على طبيعة الأخبار والتغطيات وبالتالي على طريقة تغطيتها والوسائل المتبعة لذلك، ومع فرض الحجر المنزلي والتباعد الجسدي كإجراءات وقائية فأصبح العمل عن بعد، وكذلك تغطية ومتابعة الأخبار، لا نعتقد أن لها جانب إيجابي، خصوصاً أن الفريق العامل أصبح يعمل بأقل من طاقته في حال الدوام من المؤسسة، وطبيعة التواصل مع المجتمع تختلف في هذه الحالة، ويبقى هنا التحدي في كيفية إدارة هذه الأزمة إعلامياً وصناعة الخبر الصحيح والمادة الإعلامية المتينة.”
وتابع :”التطور المستمر لهذه المنصات من ناحية الخوارزميات والبرمجيات يضع شرطاً على مرتادي المنصات على مواكبتها، لمعرفة كيفية تطوير المواد وموائمتها وفق لهذا التطور.”
تحديات رواد المنصات
وعن أبرز التحديات التي تواجه رواد المنصات قال حسونة: “إن حرب الشائعات والتنمر التي تتداخل بشكل كبير مع الأخبار الحقيقية، تفرض على رواد التواصل الاجتماعي الحذر والانتباه الشديد، وكذلك التنافس الكبير في صناعة المحتوى وتميزه بين المنصات المتعددة تفرض تحدي كيفية الانتاج الجيد والمتين.”
إن إدارة المنصات الإخبارية الالكترونية، ليست أمراً بسيطاً، بل إن لها الفضل الكبير في نجاح الصفحات الإخبارية الإعلامية، فلابد من مدير الموقع الالكتروني أن يكون على دراية كاملة بهذا الموضوع .
أهمية الإدارة المتخصصة
وبدوره يرى مسؤول قسم الإعلام الجديد في وكالة صفا الإخبارية وإنتاج المحتوى في غزة، عمار خليل قديح: “أن وجود إدارة متخصصة لأقسام الإعلام الجديد بالمؤسسات الإعلامية والإخبارية، يفيد في تنفيذ رؤية المؤسسة الخاصة بالنشر على منصات السوشيال ميديا، ومواقع التواصل بشكل دقيق، ويلبي متطلباتها المنشودة.”
وأكد قديح خلال حديثه لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، “أنه من المهم أن يكون مدراء المؤسسات الإعلامية لديهم الخبرة في هذا المجال؛ لأن عالم السوشيال ميديا عالم متطور وتحدث فيه المستجدات بشكل دائم.”
وأوضح أن : “اليوم أصبح معروفاً أن معظم المؤسسات أخذت تتجه إلى الإعلام الجديد لترويج أخبارها ونشاطها وإنتاجها لأن الجمهور الفلسطيني بشكل خاص يستخدم السوشيال ميديا بنسبة تزيد عن 70% ويحصلون على الأخبار من خلالها، لذلك فإن المؤسسات الإعلامية تكون متواجدة في هذه المنصات وتكون على تواصل، متخصصة ومتفرغة للمتابعة عليها، ونشر كل ما يتم إنتاجه على هذه المنصات.”
قيود وتعقيدات
ونوّه إلى أنه لا يوجد حرية بشكل مطلق على السوشيال ميديا؛ لأن المنصات لها إدارات وشركات هي التي أنتجت هذه التطبيقات، فبالتالي المؤسسات مُلزمة أن تنشر وفق المعايير التي تضعها هذه الإدارات، كإدارة الفيسبوك على سبيل المثال تضع معايير فمن يخالفها يتم حظر المحتوى أو معاقبة بإغلاق الحسابات.”
وقال: “نحن كمنصات فلسطينية نواجه التضييق والحظر وتحديد الوصول إلى صفحاتنا لأنه يكون هناك مطالبات من الجانب الإسرائيلي لإدارات التطبيقات بإغلاق الحسابات الفلسطينية، وملاحقة المحتوى الفلسطيني الإعلامي أو غير الإعلامي، فالنشر على منصاتنا يكون محكوم بالمعايير التي تضعها إدارات المواقع وهذه المعايير تكون غير منصفة وترضخ لضغوط الجهات الإسرائيلية.”
ولفت إلى أن صفحته تعرضت للحظر من إدارة الفيسبوك بشكل تعسفي، ورغم ذلك تقوم الوكالة على عمل صفحات جديدة.
وذكر أنهم يواجهون تحديات أخرى في عملهم على المنصات الإخبارية، “كقلة الطاقم المتفرغ للنشر على السوشيال ميديا؛ لأن هذه الأقسام مستحدثة في المؤسسات الفلسطينية فبالتالي الطواقم تكون محدودة وعدد العاملين قليل لأن الأغلبية يكونون متفرغين للتحرير والإنتاج الآخر، فهذا يؤثر على عمل المؤسسات الإعلامية.”
- المصدر: وكالة فلسطين اليوم الإخبارية