تقارير صحفية

في الحجر.. أهالي يستغلون أطفالهم لجمع “لايكات” عبر اليوتيوب

بات ملحوظا في الآونة الأخيرة أنك وبمجرد الدخول إلى أحد مواقع التواصل الاجتماعي تفاجئك رسالة من أحدهم مفادها “اعمل اشتراك في قناة ابني ودوس على اللايك”، وغالبا ما يكون المحتوى دون قيمة كأن يسكب طفل الماء على شقيقه أو يقوم بعمل مقلب فيه، بينما يستعرض آخر ألعابه وآخر نزهاته بصحبة والديه. وفي كثير من الأحيان يستغل أولياء الأمور أطفالهم لتقليد مشاهير “يوتيوب” لحصد “اللايكات” مقابل دعم مالي تدفعه قناة اليوتيوب لهم، لذا يجب استغلال تلك المنصة بمحتوى قيم يساعد على تحقيق الأرباح.

يقول سائد حسونة المختص في مواقع التواصل الاجتماعي “للرسالة”: إن تفشي فيروس كورونا وفرض الحجر المنزلي، وفراغ أولياء الأمور وأطفالهم أهم الأسباب لانتشار تلك القنوات. وتابع: “بدأ الصغار بفتح قنوات خاصة بأسمائهم في تعبير عن شخصيتهم ونشر محتوى يومياتهم لتعويض الشعور بالذات، وللتسلية، عبر التفاعل والتداول، ما يعني أنهم غيروا من عاداتهم ووجدوا ملاذاً لهم في اليوتيوب، لما يقدمه من ميزات سهلة في البحث خصوصا تصنيف القنوات أو الكتابة من خلال النداء الصوتي “.

وأوضح حسونة أن اليوتيوب في تحديثاته الأخيرة عمل على تصنيف الفيديوهات بعبارة (هل يناسب الأطفال أم لا؟) لإعطائهم أولوية على المنصة، في استثمار واضح لهذه الفئة تحت بند زيادة الأرباح وتشجيع فتح حسابات خاصة بهم، وترويج الإعلانات المتنوعة عليها. وعن الهدف من وراء إنشاء الأهالي قنوات اليوتيوب لصغارهم يرى حسونة أنها محاولة لإيجاد بدائل عن الأنشطة اليومية التي يمارسها الأطفال، ولها نتائج إيجابية وسلبية، مشيرا إلى أن الإيجابي منها زيادة معرفة الطفل بتقنيات انتاج المحتوى ولو بالشكل الأولي، وعرض الشخصية على المجتمع وكسر الجمود، وعليه يمكن للأهالي استثمار هذه النقاط بشكل جيد ينفع الأبناء مستقبلا.

أما عن السلبية يوضح أنها تتسبب في نشر الخصوصيات من خلال استعراض الحياة اليومية، كما أن مشاهدة مثل هذه المقاطع لمستويات عديدة من الأطفال قد يتسبب بمشاكل نفسية لهم كون مستوى الرفاهية يختلف من مجتمع لآخر. وبين أن تقليد بعض الأسر في دول غير بلادنا بدون أي اعتبارات لذلك فقط لأجل التقليد والمتعة، مثل انتاج مقالب فكاهية قد تؤثر على الصحة العقلية والذهنية للطفل.

ويؤكد على أن اليوتيوب منصة ممتازة لتحقيق الربح المادي إذا ما تم العمل فيها ضمن شروط، وإنتاج محتوى هادف يساهم في تعزيز شخصية الطفل والأسرة، واستكشاف المواهب، حيث يتراوح معدل الربح من اليوتيوب في المتوسط ما بين 30 سنت و3  دولار أمريكي لكل ألف مشاهدة وفق الشروط.

ورغم السلبيات إلا أن المختص في الإعلام الاجتماعي يشجع الاهالي على انشاء قنوات لأطفالهم على يوتيوب خصوصا للفئة الناشئة منهم، فهي وسيلة مهمة لاستكشاف المواهب ومن ثم العمل على تعزيزها، كأن يكون لدى الطفل موهبة الإلقاء أو تركيب الأشياء، أو الطهي وصناعة الحلويات، أو التمثيل، أو البحث وحب عالم الفضاء وهكذا.

وقدم حسونة مجموعة من النصائح الفنية والتقنية المهمة عند انشاء قناة يوتيوب للأطفال منها:

  • تحديد موضوع هادف للقناة كأن تكون تعليمية أو لمشاركة الخبرات من خلال شرح مواضيع معينة.
  • تحديد هدف واضح من إنشاء القناة مثل الحصول إلى أعلى نسبة مشاهدة وأرباح، أو قناة لتعليم الطفل تقنيات صناعة المحتوى فقط، مع إمكانية الدمج بين الهدفين.
  • المساهمة في ترك أثر من خلال محتوى يتميز عن بقية القنوات بدون تكرار أو تقليد.
  • تهيئة ظروف التصوير وإنتاج الفيديو والتجهيز له جيدا ليتعلم الطفل أن لكل عمل ترتيبات وسيناريو يجب العمل عليه.
  •  الابتعاد عن الابتذال ونشر الخصوصيات.
  • تعليم الأطفال بعض تقنيات التصوير والمونتاج اللازمة للوصول بهم لمرحلة متقدمة يمكن من خلالها احتراف هذه الأدوات.
  • تنمية قدرات البحث والتنقيب عن المعلومات عند الأطفال من خلال طرح مواضيع والبحث عن حلول مناسبة لها بمشاركة الجمهور.
  • التقيد بمحتوى هادف يعني الالتزام بالسلوكيات العالية والأخلاق الراقية في توصيل الرسالة التي يحملها كل فيديو.
  • الاستفادة قدر المستطاع من تفاعل الناس وتعليقاتهم واستثمارها في تحسين الفيديو وأداء القناة.
  • اختيار العناوين المناسبة والفيديوهات المعززة لدمجها في المحتوى مثل الفيديوهات التي تعزز الهوية الوطنية والحضارة الراقية.

المصدر: الرسالة نت ، مها شهوان

Back to top button