استهداف الصحفيين في غزة: جريمة ممنهجة تستوجب تحركًا دوليًا واسعًا

تتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية بشكل متسارع ضد الصحفيين الفلسطينيين في قطاع غزة، وآخرها الجريمة الصادمة التي أدت إلى استشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي وإحراق الصحفي أحمد منصور، إلى جانب عدد من الزملاء الصحفيين. هذه الجرائم تؤكد النهج الخطير والممنهج الذي ينتهجه الاحتلال الإسرائيلي بهدف إسكات الأصوات الحرة وإخفاء الحقائق من خلال بث الرعب وإرهاب الكلمة.
تحديات وفرص الإعلام الرقمي
يؤكد الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي سائد حسونة أن الجرائم التي ترتكب بحق الصحفيين الفلسطينيين لم تعد خافية عن الرأي العام العالمي، بل باتت مكشوفة وواضحة بفضل الثورة الرقمية وتطور تقنيات الاتصال والإعلام الجديد. ويشير حسونة إلى أن الإعلام الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي أصبحت تشكل قوة مؤثرة ورادعة، إذ تستطيع نقل الحقائق بسرعة فائقة إلى ملايين المتابعين في مختلف أنحاء العالم، ما يشكل تحديًا كبيرًا للاحتلال الذي يحاول بكل السبل التعتيم على جرائمه.
رد الفعل العالمي وتأثيره
ويرى حسونة أن مشاهد استهداف وإحراق الصحفيين، والتي توثق بالصوت والصورة، تخلق حالة من التعاطف والتضامن العالمي الواسع، وتؤدي إلى ردود فعل دولية منددة بالجرائم الإسرائيلية. كما تُسهم هذه المشاهد في فضح الممارسات الوحشية للاحتلال وتُجبر المجتمع الدولي على التعامل معها بشكل مباشر.
دور المؤسسات الإعلامية والنشطاء
يشدد الخبير سائد حسونة على أهمية استمرار المؤسسات الإعلامية والصحفيين والنشطاء في استخدام منصات التواصل الاجتماعي بأساليب مبتكرة واحترافية، والتركيز على المحتوى البصري والإخباري والسرد الإنساني، بهدف تعزيز الوعي العالمي بحقيقة ما يحدث في غزة، وتوثيق هذه الجرائم لتشكيل ضغط دولي متصاعد ضد الاحتلال.
دعوة لحملة إعلامية دولية
وفي ضوء هذه الأحداث، يدعو الخبير سائد حسونة جميع المؤسسات الإعلامية والحقوقية والصحفيين حول العالم إلى إطلاق أوسع حملة إعلامية دولية منسقة لتسليط الضوء على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين في غزة، وذلك باستخدام الهاشتاجات التالية: #الصحافة_تحترق – #ThePressIsBurning
كما يطالب المؤسسات الحقوقية والإعلامية بتفعيل أدوارها بشكل أكثر قوة وتنظيمًا، عبر حملات رقمية متعددة اللغات تقدم رواية موضوعية وحقيقية عن جرائم الاحتلال، والتواصل مباشرة مع الجمهور الدولي لمواجهة التضليل الإسرائيلي.
مسؤولية دولية أخلاقية وإنسانية
ويختتم حسونة بالقول إن حماية الصحفيين الفلسطينيين مسؤولية دولية أخلاقية وإنسانية، ويجب أن يتكاتف العالم الرقمي والصحفي للدفاع عن حرية الصحافة ودعم الإعلام الفلسطيني في مسار تحقيق العدالة الدولية ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.