مختص في الأمن الرقمي يحذّر من مخاطر تطبيق “تيك توك”
تشهد الآونة الأخيرة ثورة كبيرة في التطبيقات الخاصة بتصميم الفيديوهات على الهواتف الذكية، لا سيما تطبيق “تيك توك” الذي اجتاح هواتف المستخدمين خاصة فئة الشباب وصغار السن، دون معرفة سلبياته وخطره على سلوك وأخلاق المراهقين وصغار السن.
ويتيح تطبيق “تيك توك” الصيني، تحميل فيديوهات قصيرة لا تتعدى مدتها 15 ثانية، وتداولها مع الأصدقاء، كما يمكن للعامة مشاهدتها دون أي إعدادات خصوصية أو أمان.
“مخاطر التطبيق”
المختص في الأمن الرقمي سائد حسونة، حذّر المستخدمين من تطبيق “تيك توك” الذي لا يراعي الخصوصية وإعدادات الأمان، مشيرًا إلى أن مخاطر استعمال التطبيق تكمن في سهولة تقاسم ومشاركة مقاطع الفيديو بين المستخدمين.
وأوضح حسونة لـ“وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أنه قد يترتب عن مشاركة الفيديوهات مواقف غير أخلاقية أو غير لائقة تعرض القصر والشباب إلى الابتزاز والاستغلال من طرف المنحرفين والمستدرجين، مضيفًا أن التحديات المقترحة من قبل المستعملين الآخرين للتطبيق قد تعرض حياة البعض للخطر.
وقال، إن الجمهور الأول لتطبيق “تيك توك” هو الشباب الصغير، لافتًا أنهم أكثر المتأثرين بأي شيء خاطئ قد يحدث عبر التطبيق، محذرًا أن هناك مرضى متسترين خلف الشاشات الذين يشتركون بحسابات وهمية ويقومون بالتحرش بأولئك الأطفال عبر الرسائل أو التعليقات والإساءة لهم وتعريضهم للتنمر بينما هم أقصى غايتهم المرح وجمع الاعجابات.
وبلغ عدد مستخدمي “تيك توك” النشطين حول العالم في شهر كانون الأول – ديسمبر الفائت بأكثر من 250 مليون مستخدم. وفق موقع “أبتوبيا” (َApptopia) المتخصص في إحصائيات التطبيقات.
وأضاف حسونة، أن أي شخص يستطيع عمل حساب على تطبيق تيك توك TikTok، ويمكنه المشاهدة والتصفح بدون الحاجة لإنشاء حساب من الأصل، مشيرًا إلى أن الشركة تنصح بأن لا يقل عمر المشترك عن (13 سنة) إلا أنها لا تدقق جيدًا في الفئة التي تنضم للتطبيق، مستدركًا أن ما يهم الشركة هو الوصول لأكبر عدد من المستخدمين.
وأوضح أن صورة البروفايل والمعلومات أسفله تبقى معروضة بشكل عام للجميع، حتى وإن قام المستخدم بتحويل حساباتهم لحسابات مغلقة لأصدقائهم فقط وألا يستقبلون رسائل خاصة إلا من دائرة المسجلين لديهم.
“طلبات الحصول على بيانات المستخدمين”
على الصعيد ذاته، أصدرت الشركة الصينية المالكة لتطبيق محادثات الفيديو عبر الأجهزة الذكية تيك توك، أول تقرير عن الطلبات التي تلقتها الشركة من الحكومات بشأن بيانات المستخدمين، وذلك لتأكيد شفافية التطبيق، ردا على تشكيك أعضاء الكونجرس الأمريكي في احترام التطبيق لخصوصية المستخدمين بسبب ملكيته الصينية.
وأشار موقع سي نت دوت كوم المتخصص في موضوعات التكنولوجيا، إلى أن إصدار التقرير الذي أشار إلى عدم تلقي أي طلبات من الحكومة الصينية للحصول على بيانات مستخدمين خلال النصف الأول من العام الماضي، جاء بعد قرار الجيش والقوات البحرية في الولايات المتحدة حظر التطبيق المملوك لشركة “بايت دانس” الصينية على أجهزة الهاتف الرسمية، خوفا من ارتباط الشركة بالحكومة الصينية.
وذكرت الشركة أن أغلب الطلبات التي تلقتها خلال الفترة من يناير إلى 30 يونيو من العام الماضي بلغت 107، كانت من الحكومة الهندية، حيث قدمت 107 طلبات تتعلق بـ 143 حسابا، واستجابت الشركة لـ 47% فقط من الطلبات الهندية. وجاءت الولايات المتحدة في المركز الثاني من حيث عدد الطلبات، حيث قدمت السلطات الأمريكية 79 طلبا تتعلق بالحصول على بيانات 255 حسابا، وحصلت على تفاصيل 86% من الطلبات. وجاءت اليابان في المركز الثالث، حيث قدمت 35 طلبا للحصول على بيانات 39 حسابا، واستجابت الشركة لـ 21% من الطلبات اليابانية.
“كيفية عمل التطبيق”
وعن طريقة استخدام برنامج “تيك توك”، يضيف حسونة، يقوم الشخص بالتقاط فيديو لنفسه لمدة 15 ثانية فقط، وإضافة الموسيقى وتأثيرات الرسوم الكوميدية والملصقات، وتبدأ عملية التراسل بواسطة الفيديوهات والرد بين شخصين على الشبكة بذلك؛ فتظهر على هامشِ ذلك شاشة منقسمة بشكلٍ عمودي ليقدم كل منهما الفيديو الخاص به.
وذكر أنه يمكن الاستغناء عن المؤثرات الصوتية في التطبيق والاعتماد على الصوت الحقيقي للمستخدم، مشيرًا إلى أن التطبيق نجح في التركيز على الفيديوهات القصيرة، إلى جانب أنه متاح للهواتف فقط ومغلقة ولا يمكن الوصول إلى محتوياتها من محركات البحث ومواقع الويب.
وأردف حسونة: “عند تسجيل الفيديو القصير ونشره يصبح المستخدم مؤهلا لحصد مشاهدات كبيرة، حيث يظهر الفيديو لمختلف المستخدمين حول العالم، ولهذا المشاهدات التي تحققها مقاطع الفيديو والتفاعل يكون أقوى من الشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك”.
ويركز تيك توك TikTok على المحتوى المرئي، وأغلبه عبارة عن الرقصات الموسيقية والحركات المتنوعة التي يقوم بها الشباب في تحديات مختلفة مستخدمين التأثيرات وتقنيات التصوير المتاحة على التطبيق وهواتفهم الذكية، كما أن نقطة القوة الأكبر لهذا التطبيق هو أنه يسهل على المستخدمين تحقيق الشهرة والوصول إليها على هذه المنصة الاجتماعية. وفق حسونة.
ولفت أن تحقيق الشهرة على فيس بوك و سناب شات و انستغرام أصعب مقارنة بالوصول إليها هذا التطبيق، مبينًا أن “تيك توك” يعرض مقاطع الفيديو الخاصة بك لجمهور أكبر ولا يستخدم الخوارزميات التي تقلل من وصول المحتوى الخاص بك أو تقييدها فقط على المتابعين المهتمين.
الجدير بالذكر أن تطبيق “تيك توك” غير متاح بشكل عام في الصين، وإنما يوجد تطبيق بديل اسمه “دويين”، ويخضع لقيود أشد صرامة وفقا للقواعد الصينية الرسمية.