تقارير صحفية

كيف استغلت (إسرائيل) المنصات الرقمية لتعزيز روايتها ومشروع “التطبيع”؟

تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي استغلال مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره أدوات العصر الحديث، بتمرير وتعزيز الرواية “الإسرائيلية” على حساب الرواية الفلسطينية، ما يطرح تساؤلات جدية، عن فعّالية تلك المنصات الرقمية في استقطاب الجماهير وإظهار الحقائق، ولماذا تحارب شبكات التواصل، المحتوى الفلسطيني دون “الإسرائيلي”؟.

ومع إعلان بعض الدول العربية تطبيعها مع الاحتلال مؤخرًا، شهدت مواقع التواصل حملات إلكترونية واسعة ترفض المشروع، إلا أنّ إعلامين رأوا أنّها كانت عشوائية، ولا ترتقي إلى المستوى المطلوب والجاد، في ظل غيات الاستراتيجيات الواضحة من قبل الجهات الرسمية والمؤسسات المعنية.     

الإعلامي محمود حريبات، أكد أن يوجد خطورة للتواجد الفلسطيني وقضيته  على مواقع التواصل الاجتماعي، بفعل الحملة الشرسة التي تنتهجها سياسة الاحتلال الإسرائيلي ضد المحتوى الفلسطيني بمشاركة المسؤولين عن تلك المواقع.

وأوضح حريبات، أن سياسة الاحتلال تهدف إلى استهداف الرواية الفلسطينية ومحاربتها على تلك المنصات، في إطار تزيف الحقائق التاريخية واستقطاب الجمهور العربي إلى “الدعاية الإسرائيلية”.

وبيّن أن وزارة الخارجية التابعة للاحتلال تضم نحو 800 حساب رسمي وغير رسمي على المنصات الرقمية بلغات عدة، تسعى من خلالها تمرير رواية “المشروع الصهيوني” وتغيب الوعي العربي والعالمي في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

وفيما يتعلق بالتطبيع، قال الصحفي حريبات: إنّ “حكومة الاحتلال وجيشه يستغل مواقع التواصل الرقمية في التواصل مع الجمهور العربي وإقناعه بما يروجونه من رسائل التطبيع”.

وأضاف أن حكومة الاحتلال بجانب دبلوماسيته تغزو الجمهور العربي، عبر انتاج الأفلام والخطابات الموجه، بحيث تغطي تلك المنشورات كافة فئات المجتمع العربي.

جاء حديث الإعلامي في حديث له في ورشة نظمها مركز صدى سوشيال بعنوان “استغلال المؤثرين في الترويج للتطبيع” على منصة زوم الالكترونية.

وأشار حريبات، إلى أن الفيديوهات والخطابات والمنشورات تهدف إلى إظهار قوة الاحتلال السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية وغيره من المجالات، في إطار اقناع أفكارهم ومشروعهم الاستعماري.      

وضرت الإعلامي، مثلاً على استغلال الاحتلال المنصات، إذ أسس الأخير صفحة بعنوان “ناس ديلي” الذي يديرها ضباط وجنود من جيش الاحتلال، ويسعى القائمون عليها إلى نشر سرقات التراث الفلسطيني على أنها “إسرائيلية”، ومصطلحات تخلقها (إسرائيل)، لاستمالة الجمهور إليها.

ولفت حريبات، إلى أن بعض المخدوعين العرب من الرواية “الإسرائيلية”، يمدحون أهداف (إسرائيل) على مواقع التواصل ويدافعون عنها بقوة، كما هو الحال مع ملف التطبيع.

وذكر أن الاحتلال يركز على استهداف الجمهور العربي المتوسط أعمارهم أقل من 30 عام، لتكوين ذراع لها يحمل أفكارهم.

وفيما يتعلق بالمستخدمين الفلسطينيين، أوضح الإعلامي، أن “جهود المستخدمين يقتصر فقط على ردة الفعل وهبات وفزعات إلكترونية”. 

وشدّد على “غياب الاستراتيجيات الواضحة لدى المؤسسات الرسمية والمعنية على المنصات الالكترونية، للحفاظ على الهوية الفلسطينية من السرقة، بما فيها المؤسسات الحقوقية”.

ودعا حريبات، إلى تشكيل لجان تواصل رقمية تضم نشطاء الشعب الفلسطيني والعربي والمتضامين مع القضية الفلسطينية، من شانها أن تساعد على الحفاظ على الهوية، وتثبيتها في الفضاء الالكتروني”.

وبحسب تقرير صادر عن لجنة دعم الصحفيين، فقد سجلت خلال  تقرير شهر ديسمبر/ كانون أول، أكثر من 9 انتهاكات على مواقع التواصل منها: حظر وحذف حساب للصحفيين والنشطاء الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

نقص المؤثرين

المختص في مواقع التواصل الاجتماعي، سائد حسونة، أكد أن مستخدمي المنصات الالكترونية  واجهوا مشروع التطبيع، من خلال إظهار أخطاره على الحقوق الفلسطينية وفضح المطبعين أمام الجمهور العربي والإسلامي؛ لكن لا يرتقي للمستوى المطلوب.

وأوضح حسونة، لوكالة “فلسطين اليوم الإخبارية”، أن المستخدمين قاوموا التطبيع عبر وصف المطبعين، من خلال استخدام تكتيكات عديدة: أهمها الاتصال الفعال مع الجمهور في بث الوعي وتوضيح المفاهيم الأصلية لمجريات التطبيع العربي “الإسرائيلي”.

ونبه من أن الاعلام الجديد عانى كثيرًا من نقص في المؤثرين العرب والدوليين، خصوصًا مع موجة التطبيع العالية الأخيرة.

وعن استغلال الاحتلال للمواقع التواصل، قال: إن “الاحتلال يستخدم تلك المواقع بشكل محترف حتى أنه جند مدراء هذه الشركات أو عقد اتفاقات أمنية معهم لتحييد الرواية الفلسطينية”.

وأضاف حسونة، أن الاحتلال الإسرائيلي سخر كل إمكاناته وطور علاقاته مع هذه الشركات للضغط على الشعب الفلسطيني ومحاصرته في كل أماكن تواجده ومحاولة الحد من تأثيره عبر نقل روايته الصادقة.

وشدّد، على أن الفضاء الالكتروني بات ساحة مجابهة واشتباك غير مسلح، على تثبيت الحقوق والحضارة وهوية الإنسان على هذا الأرض.

وتوجه المختص حسونة، بنصائح عدة إلى مستخدمي مواقع التواصل، منها نشر المحتوى الخاص بهم بأكثر من لغة، تعزيز حضور فن “الانفو جرافيك”، وصناعة مقاطع فيديو متخصصة حول المدن والقرى الفلسطينية وتأصيل الحق الفلسطيني.

ودعا إلى إنشاء منصات فلسطينية تعرف الجمهور على الاحداث الفلسطينية المركزية، من خلال انتاج مواد إعلامية مناسبة.

  • المصدر: وكالة فلسطين اليوم الإخبارية
زر الذهاب إلى الأعلى
Skip to content