الانتخابات تبدأ في غزة مبكراً.. مواقع التواصل “ساحة انتخابية ساخنة”
فور إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مرسوم رئاسي بشأن مواعيد إجراء الانتخابات الفلسطينية التي ستنظم على ثلاثة مراحل، حتى تحولت مواقع التواصل الاجتماعي لساحة دعاية انتخابية.
فالدعاية الانتخابية في قطاع غزة بدأت مبكراً بفضل مواقع التواصل الاجتماعي التي شكلت حالة من الفوضى الانتخابية ونشر التعليقات والآراء حول الانتخابات، خاصةً أن آخر انتخابات جرت في فلسطين كان في 2006، التي فازت فيها حركة حماس والتي سبقت انقسام فلسطيني استمر حتى اليوم.
وبموجب المرسوم ستجرى الانتخابات التشريعية بتاريخ 22/5/2021، والرئاسية بتاريخ 31/7/2021، على أن تعتبر نتائج انتخابات المجلس التشريعي المرحلة الأولى في تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، على أن يتم استكمال المجلس الوطني في 31/8/2021 وفق النظام الأساس لمنظمة التحرير الفلسطينية والتفاهمات الوطنية، بحيث تجرى انتخابات المجلس الوطني حيثما أمكن.
وبدأ النشطاء على مواقع التواصل الحديث عن نتائج الانتخابات السابقة، والدروس المستفادة، فيما بدا أنصار الطرفين مستعدون لانتخابات تكون قوية ظهرت في المنشورات التي نشرت على حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي خاصةً من أنصار حركتي فتح وحماس.
فيما بدا الفلسطينيون “متشائلون” من هذه الانتخابات، حيث حفظوا عن ظهر قلب ما يجري في كل اتفاق يجري بين الطرفين، والذي لايقترب لنهايته للخلاف حول التفاصيل، إلا أن الإعلان عن موعد محدد للانتخابات جعل الأمر أكثر جدية وأهمية لدى الشارع.
ترشح الكتروني
ولم يتوان البعض عن ترشح نفسه في الانتخابات، مصدرين العديد من الوعود التي يفتقدها المواطنون، ويتوق لها، خاصةً بعد سنوات طويلة من الركود السياسي والوقوع في شرك الانقسام الذي أطل أمد المحاصرين وشد من خناقه عليهم.
وفي حين اتخذ البعض أمر الانتخابات لموضوع هزلي يحقق فيه رغبات أصحابه ورفقائه، فهي تنم عن رغبة قوية لديهم في إحداث تغيير على واقعهم الذي يئن أمام كافة التحديات التي تواجههم.
صناديق اقتراع الكترونية
سائد حسونة، المختص في الإعلام الاجتماعي، أكد أن وسائل التواصل الاجتماعي شكلت أهمية كبيرة في الكثير من المجالات ومن ضمنها المجال السياسي، في حث المستخدمين على المشاركة السياسية والتعرف على البرامج والحملات الانتخابية للمرشحين.
وأوضح حسونة في تصريح خاص لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن هذا جعل من هذه الوسائل أحد الأدوات والوسائل المهمة للتحشيد ومحاولة كسب الناخبين والتأثير على الرأي العام باتجاه معين، خصوصاً بعد التوجه العالمي بسبب كورونا وتغيير صناديق الاقتراع والإجراءات المتبعة لبدائل الكترونية.
واعتبر حسونة، أن الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي بات أمراً طبيعياً تشهده الحياة الحزبية والأنظمة السياسية في العالم كله، عبر نشر الخطط والبيانات والرسائل والأخبار ومقاطع فيديو والصور وغيرها من الأمور التي يمكن من خلالها جذب المتابعين ورصد ردود أفعالهم، الذين من الممكن أن يكونوا مستقبلاً من الأصوات المؤيّدة في الانتخابات.
ونوه إلى أن العديد من الأشخاص أصبحوا لا يحصلون على الأخبار إلّا عن طريق مواقع التواصل، بمعنى آخر أنهم لا يقرأون الصحف ولا يشاهدون التلفزيون ولا يستمعون إلى الإذاعة.
سلاح غير تقليدي
وأكد، أن طريقة التعامل مع مواقع التواصل خلال المواسم الانتخابية تنشط، بحيث تصبح سلاحاً غير تقليدي وتتحوّل الى ساحات افتراضية للمعارك بين المتنافسين تديرُها جيوشٌ إلكترونية للتأثير في توجّهات الناخبين لجذب جماهير جدد. وهذا بالفعل ما رأيناه من دور لا يُستهان به في الحملات الانتخابية العالمية.
ولفت إلى القدرة التي وصلت لها هذه الشبكات من خلال فرض سلطتها على السلطة نفسها وهذا ما شاهدناه ففي تعاملها مع تصريحات الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، وتسخيرها أيضا لعدد كبير من المبرمجين لتعزيز مكافحة المعلومات المضللة والمزيفة خلال الحملات الانتخابية.
وأكد حسونة على أنّ التواجد على صفحات التواصل الاجتماعي في الحملات الانتخابية وعدد المتابعين والمعجبين لا يعبّر نهائياً عن نسب المشارَكة في صناديق الاقتراع.
أما فلسطينياً فيقول حسونة:” إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الخصوصية الفلسطينية، لن تؤثر مواقع التواصل الاجتماعي في قرار المواطنين الذين لديهم انتماءٌ حزبيّ واضح، في حين أنها يمكن أن تؤثر في المستقلّين غير التابعين لأيِّ حزب أو أيِّ زعيم، وهؤلاء في بعض الأحيان تكون خياراتهم هي التي تحدّد الرابح في الانتخابات.”
ورأى أن نسبة التأثير المحدودة لمواقع التواصل في فلسطين مقارنةً بالتجارب الأخرى، إلّا أنها تبقى سلاحاً غير تقليدي للمرشحين للتواصل مع الجيل الرقمي، وتأثيرها بالطبع سيزداد دورةً بعد أخرى.
- المصدر: وكالة فلسطين اليوم الإخبارية