تقارير صحفية

قبة سايبر حديدية.. حارس بوابة الأمن المعلوماتي الإسرائيلي القادم

أضحت الهجمات السيبرانية التي تُشن بين الفينة والأخرى على الفضاء الإلكتروني والمواقع الرسمية هاجساً يؤرق مضاجع سلطات الاحتلال الإسرائيلي، سيما وأن المصدر ليس أحادي الجانب، والخطر بات محيطاً بالأمن المعلوماتي من كافة الجهات.

الخطر الذي يستشعره الإسرائيليون من الهجمات السيبرانية لا يقل عن الخطر الذي يستشعرونه عند شن الهجمات الصاروخية رداً على الاعتداءات المتصاعدة والمتكررة سواءً على الفلسطينيين أو اللبنانيين وغيرهم، الأمر الذي دفع لتأسيس “قبة حديد في قطاع السايبر”، تعمل بمبدأ عمل منظومة القبة الحديد التي تعمل على صد الصواريخ.

قبة حديد إلكترونية في مواجهة هجمات متعددة الاتجاهات

رئيس “هيئة السايبر الوطنية الإسرائيلية” غابي بورتنوي، قال في تصريحات سابقة، إن “الهيئة تصدت منذ بداية العام الحالي لحوالي 1500 محاولة لتنقيذ هجوم سيبراني ضد أهداف إسرائيلية”.

وأضاف بورتنوي خلال مؤتمر السايبر الدولي في جامعة تل أبيب، أن “إيران هي لاعب مركز في الحيز السيبراني إلى جانب حزب الله وحماس”.

وتابع أنه يعكف حالياً على حلول حماية شاملة للمرافق الاقتصادية، معتبراً “أننا بحاجة إلى قبة حديد في مجال السايبر”، في إشارة إلى “القبة الحديدية” لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى.

وأردف بان الهيئة التي يرأسها تنتقل “من النموذج الذي ينظر إلى المهاجم إلى النموذج الذي ينظر إلى الجبهة الداخلية (السيبرانية) المدنية، وذلك وفقاً للمجالات وليس وفقاً للهيئات”.

وأشار إلى أن هجمات السايبر تنفذها دول إلى جانب “مهاجمين آخرين، هم عبارة عن مجموعة هجومية، أذرع دول، منظمات إجرامية، أشخاص عاديين وآخرين”.

وسيستخدم المشروع آليات جديدة ويقلل بشكل كبير من الهجمات الإلكترونية، القبة الإلكترونية هي نهج استباقي جديد للتنبؤ وصد الهجمات التي تجمع بين تقنيات قاعدة البيانات والذكاء الاصطناعي.

وقدم بورتنوي توسيع أدوات النظام وفتحها أمام القطاعات والمجالات الأخرى بدل أن كانت في البنى التحتية الحساسة والمهمة فقط.

نهج استباقي لصد الهجمات

وفي هذا الصدد، قال الصحفي الفلسطيني المختص بالشأن الأمني، سائد حسونة إن “المشروع هو عبارة عن آليات جديدة تحاول تقليل عدد الهجمات الإلكترونية، وتعتبر القبة الإلكترونية نهج استباقي جديد للتنبؤ وصد الهجمات المحتملة التي تجمع بين تقنيات قاعدة البيانات والذكاء الاصطناعي”.

وأضاف حسونة في تصريحات لمصدر الإخبارية أن “دولة الاحتلال تحاول من خلال هذه التقنية حماية البنى التحتية الحساسة والمهمة فقط، التي تتعرض دائما لهجمات الأمر الذي يكبدها خسائر فادحة على أثر هذا التعطيل”.

وأوضح حسونة أنه “في حالة أنه تم الانتقال من مرحلة الفكرة لمرحلة التنفيذ فإنه لتحقيق أعلى نسبة أهداف في الاختراق وإلحاق الضرر، ومن مهم على المقاومة اتباع استراتيجية الاختراق المتعدد مع زيادة عدد الهجمات، حيث تشير الاحصاءات أنه في العام الماضي صد النظام في نسخته التجريبية حوالي 1500 هجوم مختلف على الجبهة الداخلية “الإسرائيلية”.

وأردف أنه “في هذا المجال يعتبر التعاون السايبراني مهم جدا مع الدول الداعمة للمقاومة والاستفادة من خبرتها المتقدمة في تنفيذ الهجمات، والحماية من الهجمات المضادة”.

وأشار حسونة إلى أنه من “المهم أن يتوفر لدى المقاومة العدد الكاف من المهاجمين الذين يتمتعوا بخبرة كبيرة في اكتشاف الثغرات في الأنظمة وبالتالي استهدافها، لأننا نعتقد أن نطاق عمل القبة الإلكترونية تأمين الثغرات احتياطيا أكثر من صد الهجمات التي تكون غالبيتها غير متوقعة”.

قبة سايبر حديدية بديلاً عن جنود الكوماندوز

وفي سياق الهجمات السيبرانية، قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي السابق، نفتالي بينت، إنه “بالإمكان استهداف العدو عن طريق السايبر، وما كان يتطلب في الماضي إرسال 50-100 جندي كوماندوز كي يعملون بسرية خلف خطوط العدو، بمخاطرة كبيرة، بالإمكان تحقيق ذلك اليوم بواسطة عدة أشخاص أذكياء جالسين وبحوزتهم لوحة مفاتيح”.

وأضاف بينت أن “هيئة السايبر الإسرائيلية تعمل مع الشركات من أجل مساعدتها في الدفاع عن نفسها، باعتبارها بنية تحتية فائقة الأهمية، ومثلما يوجد ردع نووي، سيكون هناك ردعاً سيبرانياً”.

وبموجب اللوائح الجديدة يتعين أن تضع الشركات خططاً لحماية شبكات الاتصالات مستخدمة مزيجاً من آليات المراقبة والتحكم ليتسنى رسم صورة حديثة للحماية من الهجمات الإلكترونية مع الحفاظ على الخصوصية.

مشروع القبة الحديد في قطاع السايبر، ليس وليد التطورات السياسية الأخيرة والتي رفعت سقف التحدي في هذا المجال سيما بين الجانب الإيراني والجانب الإسرائيلي، بل أن المشروع طرح منذ عام 2016 بعد أن صرح ضابط إسرائيلي كبير حينها لصحيفة “هآرتس” العبرية بأن “إسرائيل” في الطريق لتكون قوة عظمى في مجالات حروب السايبر والإنترنت، إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا.

وحينها كشف الضابط عن إقامة كتيبة دفاعية جديدة في عالم السايبر في جيش الاحتلال، هدفها الدفاع عن مجال “إسرائيل” الإلكتروني في مواجهة أي هجمات تقنية عبر ثمانية طواقم فنية من جنود نظاميين وفي صفوف الاحتياط.

وأوضح أنه في حالة وقوع هجمة إلكترونية على غرار أحداث سبتمبر (أيلول) 2001، لن يكون هناك الكثير من الوقت للأسئلة، لذلك ينوي جيش الاحتلال توسيع عمل طواقمه التقنية وإبداء استعدادها الكامل للتعامل إزاء أي هجمة إنترنت متوقعة ضد “إسرائيل” تكون واسعة وكبيرة.

  • المصدر: موقع مصدر الإخباري
Back to top button