تقارير صحفية

في المعركة السيبرانية.. (القبة الإلكترونية) تفشل في حماية الاحتلال

كما الحرب الميدانية التي يخوضها المقاوم ضد جنود الاحتلال ردا على سلسلة من الانتهاكات، هناك معركة سيبرانية يخسرها الاحتلال أمام مجموعة من الهاكرز الذين يخترقون المنظومة الأمنية بلحظة مما يتسبب بحالة من الهلع لكيان يعتبر نفسه من القوى الوازنة في المنطقة.

وفي الوقت الذي كانت صواريخ الاحتلال تهاجم قطاع غزة، اخترقت مجموعة من الهاكرز صفحات تعود لقيادات رسمية على موقع فيسبوك.

وقبل أيام أيضا، ذكرت القناة 7 العبرية أن هاكرز تمكنوا من اختراق حساب رئيس الحكومة نتنياهو عبر فيسبوك وانستغرام ونشروا عليه نصوصا ومقاطع فيديو باللغة الفارسية، ضمن حرب السايبر التي تصاعدت في الأيام الأخيرة.

وواصلت مجموعة هاكرز (أنونيموس سودان)، هجماتها السيبرانية على مواقع (إسرائيلية) من بينها مواقع حساسة تابعة لأجهزة أمنية لدى الاحتلال، كما هاجمت مواقع شركة (موانئ إسرائيل) وميناء حيفا.

اختراق المنظومة الأمنية

وفي الفترة الأخيرة زادت حملات الهجوم الإلكتروني التي تستهدف مواقع ومنصات ومؤسسات صهيونية، حيث تعرّض موقع صحيفة هآرتس العبرية لهجوم إلكتروني، بالإضافة إلى العديد من مواقع البنوك ومكاتب البريد التي انهارت، بعد تعرضها لهجوم مماثل.

وأعلنت مجموعة (أنونيموس سودان) أنها نفذت هجمات إلكترونية ضد مواقع بنوك في (إسرائيل)، منها بنك مزراحي وبنك ديسكونت وبن لئومي وبنك القدس.

يقول محمد أبو هربيد الخبير الأمني إن اختراق مواقع وصفحات لمؤسسات مهمة في (إسرائيل) كانت هجمات عشوائية ومتفرقة خلال الأعوام السابقة، بينما أصبحت مع بداية 2023 أكثر تركيزا بهدف إثارة الفوضى في (إسرائيل) وتعطيل الحياة المدنية.

وذكر أبو هربيد (للرسالة نت) أن عملية الاختراق واستهداف التكنولوجيا يربك المنظومة الأمنية في (إسرائيل) وكذلك المؤسسات الخدماتية والبنية التحتية.

وتجدر الإشارة إلى أن إذاعة الجيش (الإسرائيلي) أفادت قبل أسابيع قليلة بانهيار موقع شركة الكهرباء (الإسرائيلية) بفعل هجمات السايبر المتواصلة.

ويعلق أبو هربيد بالقول: “هذه الحرب لم تكن في حساب (إسرائيل) لذا لا تمتلك خطة لمواجهتها”، مضيفا: وبفعل اختراق المنظومة الأمنية تسبب الهاكرز في تعطيل تطبيق صفارات الإنذار، مما يدلل عل أن المجال الإلكتروني جزء أساسي من مقاومة الاحتلال”.

وتابع:” اختراق المؤسسات ذات الثقل الأمني يزيد من قلق (إسرائيل) لأنها تتسبب في فقدان السيطرة على أبسط جوانبها الأمنية، بالإضافة إلى فقدان سمعتها أمام جمهورها في الردع العسكري والتحصين السيبراني”.

يذكر أن موقع “تيك مونيتور” أشار، مؤخرًا، إلى أنّ محاولات الهجوم السيبراني ضد الكيان الصهيوني قفزت في الربع الأول من عام 2022م إلى نسبة 137% وقد حدد جيش الاحتلال، بزيادة بنسبة 70% في “النشاط العدائي السيبراني” في السنوات الأخيرة.

قبة حديدية الكترونية

وفي ذات السياق يقول الصحافي سائد حسونة وهو مختص في الشؤون الأمنية، إن الهجمات السيبرانية على مواقع الاحتلال الإلكترونية تعمل على زيادة التوتر لدى الاحتلال (الإسرائيلي) من خلال تركيز جهده على الدفاع بدلًا من السيطرة.

وأوضح حسونة (للرسالة نت) أن هذه الهجمات تزيد تكلفة حماية هذه المواقع من توفير أشخاص جدد لدخول الخدمة بالإضافة إلى زيادة التكلفة المالية لحماية هذه المواقع الإلكترونية التي تمثل عصب الحياة التشغيلية للاحتلال.

وأشار إلى أن الهجمات تؤثر بشكل واضح على الجبهة الداخلية خصوصا أن الفئة المستهدفة وسائل إعلامية مهمة، الأمر الذي يؤثر على الرأي العام الداخلي كونها أدوات مهمة في توصيل الرسائل.

ويقول حسونة: “المجموعات التي تخوض هذه الهجمات صغيرة ولم تتبناها حتى الآن دول ما يعني أننا لا نتكلم عن حروب إلكترونية دولية بل عن هجمات إلكترونية تخوضها المجموعات السيبرانية المتخفية والتي لا تظهر أي بصمات في طريقة اختراقها للشبكات”.

وتابع: “استهدفت المجموعات في الفترة الأخيرة مواقع وأنظمة تشغيل مهمة مثل (شبكات الاتصالات والكهرباء والتحكم في مضخات توزيع المياه بجانب الأنظمة العسكرية مثل نظام القبة الحديدية وصفارات الإنذار التي تعطلت بشكل شبه كامل”.

وحول ما يفعله الاحتلال للتصدي لهذه الهجمات، يوضح أنه يعمل على زيادة التحصين وحماية مقدراته عبر المواقع الإلكترونية المرتبطة بها وذلك من خلال شقين الأول هو الإعلامي بالتقليل من أهمية هذه الهجمات وتحجيم خسائرها في التصريحات، بينما الشق الثاني إلكتروني من خلال قبة حديديه سيبرانية، كما أعلن عنها والتي تتنبأ بالهجمات قبل وقوعها أو كما يسميه الأمن السيبراني الوقائي.

وعن حجم الضرر الذي تسببت فيه الحرب السيبرانية ضد (إسرائيل) ذكر حسونة أنها أصابتها في مقتل وألحقت بها الكثير من الضربات الموجعة، دون الاعتراف بالخسائر الناجمة عن تلك المعارك المستمرة.

وأكد أن المعركة السيبرانية أشد ضرراً على الصهاينة من الصواريخ التي تطلقها المقاومة، وذلك لأثرها الكبير والمدمر على البُنى التحتية للمؤسسات الصهيونية (في المجالات المدنية والعسكرية والأمنية)، لأن تكلفة ترميمها ستكون عالية.

ويختم قوله: “إذا توفرت الأدوات والوسائل المناسبة والمُساعدة، مع التخطيط الجيد، وتحديد المنشآت المراد استهدافها، واختيار الوقت والتكتيك المناسب، مع الصبر والنفس الطويل يُمكن تحقيق انتصار سيبراني مستمر على الأنظمة الإلكترونية (الإسرائيلية)”.

المصدر: الرسالة – مها شهوان

زر الذهاب إلى الأعلى