الذكاء الاصطناعي

العثور على أسرار مدفونة في النصوص البابلية بفضل الذكاء الاصطناعي

يعد الذكاء الاصطناعي من التكنولوجيات الحديثة التي تأتي بأهمية كبيرة في عصرنا هذا، فهو يمكّن الإنسان من الوصول إلى معلومات لم يكن يستطيع بمفرده الوصول إليها، وهذا ما يجعله قوة تقنية لا يستهان بها. لذلك، يسعى الكثيرون لتوظيف التقنية للتعرف على المعلومات الغامضة والأسرار المدفونة في التاريخ، ومن هذه الأسرار الآن، أسرار نصوص بابلية أثرية كانت حتى الآن لغزًا ألغامًا لدى العديد من العلماء. إليكم في هذا المقال الذي أعده “سائد حسونة” كل ما تحتاجون معرفته عن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الكشف عن الأسرار المدفونة في نصوص بابلية أثرية.

قام علماء باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لحل لغز نصوص بابلية مكتوبة على ألواح طينية أثرية تعود إلى الحضارة البابلية التي ازدهرت في بلاد ما بين النهرين قبل آلاف السنين.

وقام فريق من العلماء في جامعة لودفيج ماكسيميليان الألمانية بتصميم نظام ذكاء اصطناعي متخصص وقادر على تمييز الأجزاء المكسرة من الألواح الطينية القديمة وربطها مع بعضها البعض بسرعة وفعالية كبيرين لتشكيل صورة أقرب لشكل اللوح الأصلي وتسهيل قراءته وترجمته.

وقال العلماء، “تكمن واحدة من مشاكل فهم النصوص البابلية في كونها مكتوبة على ألواح طينية مكسرة ومتوزعة في أرجاء العالم. إذ توجد بعض هذه الألواح في بغداد، لكن الكثير منها متوزعة على متاحف حول العالم مثل المتحف البريطاني”.

بالإضافة إلى الصعوبات اللوجستية المتمثلة بتوزيع الألواح على عدة بلدان ومتاحف ضمنها، حيث أنها مكتوبة بنظام كتابة معقد يتضمن كلاً من الكتابة السومرية والأكادية، وهو ما يزيد من صعوبة تجميع النصوص ومحاولة ترجمتها.

وأوضح العلماء أنهم كانوا يحلون هذا النوع من الألغاز عبر رسم محتوى الألواح على الورق ثم محاولة ربط الأشكال مع بعضها البعض كما لو أنها لغز تركيب الصور.

وكانت العملية تحتاج أشهاراً من العمل ليتم إتمامها، لذا يعد استخدام الذكاء الاصطناعي ترقية كبرى ساهمت بالوصول إلى النصوص بشكل أفضل من السابق.

ونجحت خوارزمية أخيرة خلال استخدامها باكتشاف وتجميع لوح جديد يضاف إلى ملحمة جلجامش، ويعد هذا الأمر مهماً بالنظر إلى أن هذه الملحمة هي أقدم إنتاج أدبي مسجل ومعروف اليوم وتعود إلى أكثر من 4000 عام مضت.

تضمنت القصيدة التي تم تجميعها عبر الذكاء الاصطناعي ما يلي:

نهر أراهتو.

صنعه نوديمود، إله الحكمة. يروي السهل وينقع القصب.

يضخ مياهه إلى الأهوار والبحر.

حقوله مزهرة وخضراء.

تلمع المروج بالحبوب الغضة.

بفضله، تتكوم الذرة على شكل أكوام وأكوام.

وينمو العشب طويلاً ليكون مرعىً للقطعان.

مع خيرات وبهاء تنفع البشر.

وكل ذلك مغطىً بوفرة مجيدة.

وحتى الآن، تستخدم أداة الذكاء الاصطناعي التي تسمى “Fragmentarium” من قبل عدد قليل من العلماء وباحثين الآثار فقط، لكن يتوقع أن يتم فتح الأداة أمام الباحثين قريباً، مما قد يؤدي إلى ثورة كبرى من حيث تجميع وترجمة النصوص القديمة الأثرية.

زر الذهاب إلى الأعلى